أما إذا قدمت الدين منقوصاً فأنت من تضرب الأمة وإن قلت من أجل مصلحة الأمة، وأنت من تضرب الدين وإن قلت حفاظاً على المذهب وعلى الدين. الله لم يفرق، هو الذي تكفل بالمصلحة العامة لعباده، متى؟ متى ما ساروا على دينه على نحو كامل وصحيح، أما إذا آمنوا ببعض وكفروا ببعض، ألم تضرب المصلحة العامة في الدنيا والآخرة؟ {لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (المائدة: من الآية33) ألم يقل هكذا؟ هل الخزي في الدنيا هو حفاظ على المصلحة العامة؟! هل العذاب العظيم في الآخرة هو حفاظ على المصلحة العامة؟ من أين جاء الخزي في الدنيا؟ ومن أين جاء العذاب العظيم في الآخرة؟ إنه من الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعض.
فأنت يا من تُعلِّم، يا من ترشد، يا من لديك مشاريع، معاهد علمية، أو مراكز، أن تكون حركتك على هذا النحو - هي في واقعها: إيمان ببعض وكفر ببعض - فإنك من تعمل على أن توقع الأمة في الخزي في الدنيا، وأن تسير بالأمة إلى العذاب العظيم في الآخرة.
اقراء المزيد